الاثنين، 7 فبراير 2011

صارخ أنت كويتي


تعلمنا من آبائنا الا نتكلم بصوت عال، لأن من وجهة نظرهم ان الذي يتكلم بصوت عال هو غير مترب أو لا يحترم الذي امامه، لذلك كانوا حريصين على ان نتكلم بصوت منخفض أمام أي أحد أكبر منا سنا، ولكن الآن اصبح الكل يتكلم بصوت عال، لأنه يعتقد ان الصوت العالي هو الأداة التي يأخذ فيها حقه وحق غيره، ولكنهم لا يعلمون ان الصوت العالي، لا يؤثر هذه الأيام بأحد، وهناك اناس للوصول إلى الأضواء يتحدثون بمواضيع تافهة بصوت عال فقط لجذب الأنظار.

وكثيرة لدينا هذه الأيام البرامج التي تتكلم عن مشاكل الجمهور، وتراهم يحضرون ضيفا في الحلقة، وترى الضيف دائما يتكلم بصوت عال... «طول بالك اخوي ترى اصابنا الصمم من كثرة ما تصارخ»، اريد ان اعرف لماذا لا نخفض صوتنا عند الحديث؟ هل تعلمون لماذا؟ انا اقول لكم! باعتقادهم ان الصوت العالي هو الذي يمشي هذه الأيام مع المسؤولين، ولا يعلمون ان المسؤولين «حاطين اذن من طين واذن من عجين» يعني لا تحاولوا، والله لو ترفعون صوتكم والدنيا كلها تسمع، لا يحرك هذا الشيء ساكنا لدى احد.

لذلك أحضرت لكم نبذة عن الصوت وما هو تأثيره على الإنسان من موقع عبدالدائم الكحيل للاعجاز العلمي في القرآن والسنة، لنعرف أولا ما هو الصوت؟ الصوت هو عبارة عن اهتزازات ميكانيكية تنتقل في الهواء على شكل موجات صوتية، وتؤثر على طبلة الاذن فتجعلها تهتز وتنقل هذه الذبذبات إلى الدماغ ليحللها ويصدر أوامره للجسم.. ويؤثر الصوت على الإنسان بشكل كبير وبخاصة اذا كانت قوة الصوت عالية ويؤدي إلى اضطرابات فيزيولوجية ونفسية عديدة تظهر على نظام عمل الجسم.

بعد ما عرفنا ما هو الصوت، لنر الآن ما هي الآثار التدميرية للصوت القوي، اتمنى من ذوي الصوت العالي أن يقرؤوا هذه المقالة للمنفعة، ولكي يروا ماذا يحدث لنا عندما يتكلمون بصوت عال «الله يهديهم»، الصوت «أي الصيحة» بسبب الاهتزاز والرجفان وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى «فأخذتهم الرجفة»، وذلك لأن الصوت هو عبارة عن أمواج اهتزازية، وعندما يتعرض الإنسان لصوت قوي جدا بشدة أكثر من 200 ديسيبل يبدأ الجسم بالاهتزاز والرجفان بسبب الأمواج الاهتزازية العنيفة، والصوت القوي يسبب الصعق والحرائق وهذا ما عبر عنه القرآن بكلمة «الصاعقة» يقول تعالى «فأخذتهم الصاعقة»، لأن الترددات العالية والشديدة تجعل الهواء يتمدد بشكل مفاجئ وينضغط بشدة، وهذا يؤدي إلى رفع درجة حرارة الهواء إلى آلاف الدرجات المئوية، فيكون الصوت مترافقا بالحرارة العالية وهذه هي الصاعقة «الله يستر بصوتهم العالي راح تشب حريجة».

رأينا ماذا يحدث عندما يتكلم الشخص بصوت عال قوي، لذلك ارجو من ذوي الصوت العالي والقوي، ان يخفضوا أصواتهم «لان ماكو فايدة من الصوت العالي»، واذا حسوا انهم يريدون الصراخ، فليظلوا في منازلهم ويبدؤوا بالصراخ، ليكون الضرر لهم وليس للناس.



النغزة: اخذوهم بالصوت لا يغلبونكم



19 اغسطس 2010 بجريدة عالم اليوم

ليست هناك تعليقات: