الاثنين، 7 فبراير 2011

وينك يا صلة الرحم


سوف يحل علينا بعد أيام قليلة شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات وفي هذا الشهر الفضيل ترى جميع الأهل والأحباب يتزاورون ويسألون عن بعض وتراهم أيضا يكثرون من الذهاب الى المسجد والحرص على صلاة التراويح والقيام في آخر رمضان كل هذا يكون فقط في شهر رمضان الفضيل، وعندما ينتهي هذا الشهر ينسى الناس كل شيء حتى الذهاب الى المسجد وكأنهم يعتقدون ان الله سوف لن يراهم أو يسألهم ماذا فعلتم في يومكم أو في وقتكم أو دنياكم بل يفكرون ان الله سوف يسألهم فقط عن شهر رمضان وماذا فعلوا فيه؟ حتى صلة الرحم التي لا يحترموها ولا يؤدوها إلا في هذا الشهر الفضيل فلو جلسنا بين أنفسنا لرأينا ان لصلة الرحم فضلا وثوابا كبيرا عند الله وهي أيضا تزيد الرزق وتباركه في حياته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري، وصلة الرحم هي الطريق الى التقرب الى الله وتتابع الخير والإحسان وزيادة الرزق للعبد وهي أيضا من أسباب الدخول الى الجنة وفي الحديث الشريف «أحب الأعمال الى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم» رواه ابو يعلى وحسنه الألباني.

أعتقد ان المقدمة أعجبتكم تعالوا الآن لنتكلم عن موضوع صلة الرحم الذي أعتقد ان الكثيرين نسوا شيئا اسمه صلة الرحم ليست فقط في التقرب من الأهل، لا.. بل صلة الرحم هي أيضا التقرب الى الله في البداية سوف أتكلم عن صلة الرحم بالنسبة للوالدين وللأهل وللأقارب والأصدقاء اصبحنا في زمن لا يعلم الواحد ماذا يحدث لجاره ماذا يحدث لاخيه ابن امه وابيه تراه أيضا ينسى ان لديه ابوين عندما يكبران يحتاجان ابناءهما أكثر من قبل ليس للاهتمام بهما فقط بل للسؤال عنهما وزيارتهما حتى لو كانا لا يريدن ذلك «يعني من باب المجاملة» ولكن الأبناء تأخذهم الدنيا ولا يفكرون في أحد حتى ترى الأب يخرج الى العمل ثم يرجع ولا يسأل عن ابنائه من شدة تعبه تريدون ان يسأل عن والديه حتى الأم تراها من كثرة العمل والتعب تنسى ان تذكر زوجها ان لديه والدين يجب ان يذهب إليهما.. المهم لديها ان تذهب الى والدها هي انا أضع اللوم على الزوجة حتى لو كان الزوج مهملا ولا يحب الذهاب الى والديه.. يجب ان تذكره دائما بعقاب الله لعقوق الوالدين والمثل يقول «كما تدين تدان» أو «الدنيا دواره» يعني الله لا ينسى ماذا فعل الأبناء بوالديهم.

وصلة الرحم في القديم كانت صلة موثوقة بين الأهل والجيران والتقرب الى الله والذهاب الى المسجد وكان من الأساسيات التي يعلمون أولادهم عليها لذلك ترى الجيل القديم تربى على توصيل صلة الرحم بالنسبة للأهل والوالدين والتقرب الى الله لانه يزيد الرزق ويكرم الانسان في حياته الى مماته لماذا لا ترى هذه الاشياء إلا في رمضان هل تعلمون لماذا؟ لأن الانسان تربى باعتقاده ان الله سوف يحاسبه فقط في رمضان وان الأجر أكثر بكثير في رمضان وباعتقاده ايضا توصيل صلة الرحم في رمضان أفضل وأجرها أكثر من الايام السابقة، في نظري هذه المعلومة التي تمركزت في عقلهم خاطئة الأجر والثواب عند الله والذهاب الى المسجد واداء الصلاة في أوقاتها وتوصيل صلة الرحم بالنسبة للاهل والوالدين والجيران في كل وقت وفي كل شهر ليس فقط في رمضان صحيح ان رمضان اجره كبير ولكن الله يرى من يجامله في العبادة ومن تكون نيته صادقة حتى في التقرب الى الله والوالدين.

أتمنى من الله ان في هذا الشهر الفضيل وكل من يقرأ هذه المقالة ان ينسى كل الزعل ويذهب الى كل من زعل منه أو زعل عليه هو ان يبدأ الطيبة ويصفي النفوس لأن هذا الشهر شهر كريم غفور رحيم وأتمنى ان يرجع كل ابن وابنة الى والديه حتى لو كانوا متضايقين أو زعلانين من والديهم «ترى يا جماعة هذول والدينكم ما لكم غيرهم» وإذا كنتم تخافون الصد منهم «بدوها هذول والدينكم حتى لو اضروبكم وأنتم كبار» وأتمنى وأنا اعرف كل من يقرأ هذه المقالة سوف يقول «يا كثر امنياتها» ولكن الله أعلم اني أتمنى الخير للكل وأتمنى ان يعيش الكل بحب ونية صادقة وعلموا أولادكم الذهاب الى أجدادهم للجلوس معهم والسلام عليهم في كل وقت وعلموهم ان يذهبوا الى المسجد والتقرب الى الله.

عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: «قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته». رواه الترمذي وابو داود وأحمد في المسند، قال الترمذي حديث صحيح وصححه الألباني.



النغزة: ديروا بالكم ترى عيالكم يشوفونكم والدنيا دواره.



10 اغسطس 2010 بجريدة عالم اليوم

ليست هناك تعليقات: