الاثنين، 14 فبراير 2011

رسالة الى جدتي


الكلمات هي الكلمات والصحافة باقية كما كانت ولكن تغير فيها اسلوب الحياة والصحافة ظلت وستظل السلطة الرابعة، وادعو لإحياء روح الصحفي والصحافة قديما والنقد البناء غير الجارح، ودور الصحافة كان ولايزال في ترابط الامم والشعوب.
وكم من رجال الصحافة لدينا رسموا ملاحم وطنية ومواقف عربية وخلدوا في تاريخ الصحافة العربية ، لذلك كانت مقالاتي السابقة من صحف انتشرت وانتهت، وفضلت ان اعيد احيائها لجمال ما فيها، ولذكرى كل صحفي كتب في هذه السنوات.
اما مقالتي هذه المرة لكاتب لم يذكر اسمه ولكن عندما تقرؤون هذه المقالة سوف ترون ابداعه في طرحه، وكتبت هذه المقالة في جريدة الاتحاد في السنة الاولى لها، في تاريخ 20 ابريل سنة 1955 ، قال الكاتب جدتي مسالمة الى اقصى حدود المسالمة.. فهي تؤمن بالتعايش السلمي حتى بين الاستعمار والوطنية، فالاستعمار يجب الا يقاوم بعنف بل يترك في البلد الذي يحتله وهو لابد خارج من نفسه لان له رسالة يؤديها كما تعتقد جدتي.. هذه الرسالة هي تثقيف الشعوب وتوعيتها وتقدمها.. ومتى ما ادى مهمته فسيترك البلد باختياره.
وتضرب الامثلة على ذلك الهند، فقد ثقف الشعب الهندي وعلمهم ومدنهم والدليل على ذلك ان معظمهم يتكلم الانكليزية، ومن يتكلم الانكليزية عند جدتي فهو قد وصل الى أعلى مراحل التعليم وتعطينا مثلا اخر بمصر فقد عمل على اصلاح مصر حتى اذا ما انتهت رسالته فقد تركها كما ترك الهند من قبل بدون اية مقاومة او عنف، وكذا جميع البلدان التي تشرفت بالاستعمار ، ولذلك فجدتي تستنكر اي مقال ينشر ضد الانكليز في الكويت.. وتتضايق من اي شخص يحاول اقناعها بغير رأيها في الانكليز! فهي تنادي دائما وابدا وتنصح بترك الانكليز في الكويت، فلولاهم لما حصلنا على هذا الدخل العظيم الذي عمرنا به بلدنا لولاهم لما رأينا هذه الشوارع في الكويت وهذه النهضة الشاملة في رأي جدتي وحجة اخرى توردها جدتي هي: أليس الانكليز اناس مثلنا، فلنتركهم اذن يترزقون الله كما يشاؤون وابواب الرزق مفتوحة لكل واحد، فلماذا نضايقهم ولماذا نهاجمهم؟ ما دام الذي خلقنا خلقهم!
هذا هو رأي جدتي في الاستعمار.. وكم كنت اتمنى لو لم تكن جدتي متواضعة لعرفها الانكليز والاميركيون ولأصبحت الان رئيسة للجمهورية في لبنان مثلا ولأصبح والدي رئيسا للوزراء في سوريا على سبيل المثال.. ولكنت انا الان وزيرا أو على الاقل اميرا بلا امارة يبحث لي الانكليز عن قطعة ارض اكون حاكما فيها ولكن جدتي متواضعة.
النغزة: الكويت حلوة وناسها حلوين وكلنا كويتيون وما يفرقنا احد.. وكلنا ايد وحدة.

جريدة عالم اليوم بتاريخ : 6/2/2011