الاثنين، 7 فبراير 2011

من الديوانيه للكافيه


تلعب الديوانية دورا مهما في حياة المجتمع الكويتي، فهي احدى أدوات الدعم الاجتماعي والثقافي والفكري لأبناء الشعب وتعتبر عادة متوارثة بين أبناء هذا البلد من خلالها توصل الأرحام ويتقابل الاصدقاء والأقارب، كما انها نافذة يطلون من خلالها على ما يستجد من أخبار في ساحة المجتمع الكويتي.

وقد بدأت الديوانية على انها مكان لقاء أبناء «الفريج» كما أنها تضم عددا من «الفرجان» الأخرى في عملية تزاور مستمرة يتحدثون فيها ويتبادلون الأخبار والآراء، وقد ينتقل المرء إلى أكثر من ديوانية في اليوم الواحد.

وتطورت الديوانية بعد ذلك لتصبح محلا لحل النزاعات، ووسيلة لنشر الخبر وتشكيل الآراء، وبلغت من الأهمية ان قادة الرأي وأصحاب القرار والمسؤولون يزورون تلك الدواوين بين الفينة والأخرى.

ولكن الله يهدي فريق الإزالة، أزالوا جميع الديوانيات من البيوت وأصبح الرجال كبيت بلا أساس ولا مأوى، طبعا كانت الفرحة في قلوب النساء كبيرة لأنهم اعتقدوا ان رجالهم سوف يرجعون إلى البيت باكرا لعدم وجود ديوانية مللئ أوقات فراغهم، ولكن وللأسف خاب ظن النساء وذهبت فرحتهن سدى، هل تعلمون لماذا؟ السبب ان الرجال «طبيعي ما يعوقهم شيء» وفي يوم وليلة فكروا بالبديل.

والبديل هو الكافية، ولذلك أصبح اتجاه الرجال إلى الكافيهات شيء مو طبيعي ولكثرة الكافيهات بالديرة وكل يوم يفتح كافيها جديدا، وكل هذا على حساب الرجال الذين بدلوا الديوانية بالكافية لاشغال وقت فراغهم.

لذلك نرى أبو سعود وأبو محمد وأبو ناصر عندما كانوا يذهبون إلى الديوانية لا يدققون على الغترة والدشداشة اذا كانوا مكويين أو لا، اما الآن فكان المظهر شيء أساسي قبل خروجه من المنزل لدرجة انه يدقق على تفاصيل الكسرات في الدشداشة والغترة اذا كانت مكوية مثل السبعة، وصار أيضا الشاي والقهوة بالـ MUG بعد الفنجان والاسكتانة ولا تروح بعيد صار السويت بدال التمر«جوكلت كيك» وعقب ما كانوا ينادون الصبي كومار صاروا ينادونه «مستر أو سير»، وعقب روح وتعال بالصراخ صار الحين لو سمحت وبكل أدب.

فهل يا ترى بدت تضيع هوية الديوانية الكويتية لدينا يعني بعد سنة راح نشوف أبو سعود وأبو محمد وأبو ناصر بالجينز وT.SHIRT والكاب بدل الدشداشة.



النغزة: فريق الإزالة لا طبنا ولا غدا الشر..




التاريخ : 28 مايو 2010 بجريدة عالم اليوم

ليست هناك تعليقات: