السبت، 5 فبراير 2011

مصعب بن عمير - اول سفراء الإسلام


بعد ان انقضى الثلث الأول من رمضان، جلست مع نفسي افكر ماذا سوف تكون مقالتي التالية، ولكني رأيت أن أفضل شيء اكمل فيه شهر رمضان، هو كتاب قرأته عن رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم- للكاتب خالد محمد خالد، فقلت هذا افضل شيء اعرضه لكم لكي تكون عضة وعبرة للكل، لأنهم كانوا رجالا عقدوا عزمهم على العدالة والسمو.

وأول الرجال الذين اود ان ابدأ بهم مقالتي هو «مصعب بن عمير- اول سفراء الإسلام» فقال الكاتب عن مصعب بن عمير، هذا الرجل من اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام هو غرة فتيان قريش، واوفاهم بهاء وجمالا وشبابا، ويصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون: «كان اعطر أهل مكة». ولد في النعمة وغُذي بها وشب تحت خمائلها.. ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل أبويه بمثل ما ظفر به «مصعب بن عمير« ذلك الفتى الريان، المدلل المنعم حديث حسان مكة، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، ايمكن ان يتحول الى اسطورة من اساطير الإيمان والفداء، انه واحد من اولئك الذين صاغهم الإسلام ورباهم محمد عليه الصلاة والسلام.

وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا هم لها، ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل اكثر الناس استماعا لهذا الحديث، ذلك انه كان على الرغم من حداثة سنه، زينة المجالس والندوات، تحرص كل ندوة على ان يكون «مصعب» بين شهودها، ذلك ان اناقة المظهر ورجاحة العقل كانتا من خصال «ابن عمير» الذي تفتح له القلوب والابواب.

وخرج مصعب بن عمير من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة وأصبح الفتى المتأنق المعطر، لا يُرى الا مرتديا اخشن الثياب، يأكل يوما ويجوع اياما ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه انسانا يملأ الأعين جلالا، والأنفس روعة.

لقد نجح اول سفراء الرسول عليه الصلاة والسلام نجاحا منقطع النظير، نجاحا هو له أهل، وبه جدير.. وتمضي الأيام والاعوام، ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة، وتتلمظ قريش بأحقادها، وتعد عدتها لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.

وعند وفاة مصعب بن عيمر هتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من «رفاق مصعب» وقال: «ان رسول الله يشهد انكم الشهداء عند الله، يوم القيامة»، ثم اقبل على اصحابه الأحياء حوله وقال عليه الصلاة والسلام: «ايها الناس زوروهم، وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة، الا ردوا عليه السلام».

هذه رسالة لجميع السفراء، او الذي ان شاء لله سوف يكون سفيرا في يوم من الأيام، انتم مرآة تعكس اطباع واخلاق وطيبة بلدكم، فكونوا مرآة نظيفة.



النغزة: ان دامت لغيرك ما اتصلت اليك




26-8-2010 بجريدة عالم اليوم

ليست هناك تعليقات: