الاثنين، 31 يناير 2011

مبروك أنت وزير










14 يوليو 2010 بجريدة عالم اليوم
لا تستغرب وأنت جالس في المنزل وفجأة تتلقى اتصالا هاتفيا يقول لك مبروك اصبحت وزيرا! ماذا تفعل؟ طبيعي عند سماعك للخبر وأنت جالس في مكانك سوف تفكر تفكيرا عميقا، تقول في نفسك لماذا وقع علي الاختيار؟ هل لسيرتي الذاتية أم ان أحدا تكلم عني فتأخذك الأفكار لسبب اختيارك، وقبل ان نعرف سبب اختيار الشخص وزيرا، دعونا نعرف ما هي مواصفات ا لوزير؟
مواصفات الوزير هي يجب ان يكون حاصلا على شهادة جماعية أو أعلى منها، وأن يكون حسن السيرة والسلوك، والشيء الثالث وهو الأهم ان يكون لديه واسطة قوية، هذه بعض من مواصفات الأخ الوزير، وبعدما عرفنا مواصفاته، لنر الآن ماذا يحدث للشخص الذي يبلغ بأنه اصبح وزيرا، عند سماعه الخبر أول إنسان يبلغه الخبر السعيد هي زوجته وابناءه ووالدته، ثم يبلغ الأهل والأصدقاء، ومن ناحية أخرى تقول زوجته لجميع الناس بأن زوجها اصبح وزيرا وطبعا هذا من باب «الفلسفة الزايدة والتباهي أمام النساء»، ثم ينصدم الأخ الوزير باتصال الأصدقاء الذين لا يعلمون عنه شيئا، ولا يفكرون ان يرفعوا سماعة الهاتف للسؤال عنه، وعند سماعهم خبر انه اصبح وزيرا، سبحان الله اصبح الوزير من الأصدقاء المميزين للمصلحة طبعا، هنا يتصلون فيه ويهنئونه بالوزارة ويقولون له إذا احتجت شيئا نحن في الخدمة طبعا «يتلزفون فيه للواسطة»، وبعد التهاني والتبريكات بمناسبة منصبه وزير، هنا تبدأ الخطوة الثانية وهي الخطوة المهمة في حياته وهي ملاقاة سيدي صاحب السمو لأداء القسم والسلام عليه، وقبل ان يذهب لمقابلة سيدي صاحب، يجب ان يحضر نفسه ويكون بمظهر لائق، فيذهب إلى السوق لشراء أفضل الأقمشة والأحذية والغتر، ثم يذهب إلى «الخياط اللي بشرق» لخياطة الأثواب لأن من وجه نظر الرجال ان الخياط الموجود بشرق هو من أفضل الخياطين، وبعدها يذهب لشراء «البشت» ويجب ان يكون اسود اللون مطرزا بخيوط من الذهب ومن أفضل أقمشة البشوت وهذا البشت الفاخر يجب ان يلبسه لمقابلة سيدي ووالدي صاحب السمو حفظه الله لأداء القسم..
وعند انتهائه من مقابلة سيدي صاحب السمو حفظه الله وأداء القسم ومباركة صاحب السمو له يجلس في سيارته ومع السائق ويقول له اذهب إلى الوزارة وهو في قمة فرحته والأخ الوزير لايعلم ماذا مخبأ له وعند وصوله الوزارة ترى الجميع موجودين من وكلاء ومديرين ومساعدي المديرين وناس لاتعلم من هم كل هؤلاء يريدون ان يهنئوا الوزير الجديد.
وفي الوزارة وقبل ان يحضر الوزير الجديد لاترى مسؤولا واحدا موجودا وترى المراجعين يتذمرون من عدم وجود المسؤول المختص عن معاملاتهم والطبيعي إذا سألت السكرتيرة ترد عليك لم يصل بعد أو عنده اجتماع والأخ المسؤول نايم في البيت اما عند وصول الوزير فترى الجميع موجودين حتى اللي يصب القهوة بمكتب الوزير.
قبل ان نبدأ بالأخ الوزير وماذا سوف يحدث له بالوزارة الجديدة لنقف قليلا عند رأي الكاتب فايز النشوان- من جريدة الأنباء- بمواصفات الوزير قال: للتغلب على هذه المعضلة الكبيرة التي يواجهها أي وزير جديد لابد ان يعتمد على نفسه في مواجهة أي مشكلة سياسية وان يرسم لنفسه سياسة تخصه لانه في النهاية هو المتضرر وعليه ان يضع نهجا واضحا يكسب به تأييد عدد كبير من النواب عن طريق التعامل النظيف المباشر معهم، وألا يقع في فخ تسيير معاملات مشبوهة قد ترضي بعض النواب وتغضب آخرين فيكون عرضة لانتقاداتهم ومن ثم مساءلته سياسيا، لذا فمن مواصفات الوزير الناجح ان يمسك بالعصا من المنتصف وعلاج ما يعرضه النواب عليه معالجة صحيحة ليستطيع المراوغة والخروج من أي معاملة أو أمر قد يكون فيه شبهة أو التواء على القانون عرضه عليه النائب سواء بقصد أو بدون قصد ولا بأس من الاستماع لآراء النواب والاتصال المباشر بهم لأخذ ارائهم في بعض الأمور العامة فهو أمر يدعو لتوثيق الصلة بين الوزير الناجح والنائب.
وبعدما عرفنا رأي كاتبنا العزيز دعونا نرجع إلى الأخ الوزير عند وصوله إلى الوزارة أول شيء يفعله يدخل مكتبه ويقف ساعة كاملة لكي يتلقى التهاني والتبريكات من كل المسؤولين في الوزارة وعند الانتهاء يجتمع أولا بموظفي مكتبه للتعرف عليهم فيقرر في لحظتها من من الموظفين يظل في إدارة مكتبه ومن ينقل إلى إدارة ثانية وفي اليوم التالي وعندما يذهب الوزير إلى الوزارة يجتمع مع وكيل الوزارة والوكلاء المساعدين لكي يعرف كل قطاع على حدة وكل وكيل مساعد ماذا يختص قطاعه ثم يجتمع ايضا مع مديري الإدارات لكي يعرف ما هي المشكلات والعقبات في إدارة كل مدير، وبيني وبينك بعد كل هذه الاجتماعات ودوخت الراس يطلع الوزير ما يدري عن شيء، لذلك يجتهد وزيرنا العزيز لوضع الأساسيات والخطط التي يجب ان يمشي عليها، وخلال الشهر الأول من وجوده في الوزارة يلغي الوزير كل القرارات التي وضعها الوزير السابق، ويصدر قرارات جديدة، ويسأل عن كل شيء، ويحاول ان يعرف كل شيء، بس المشكلة ليست في الوزير لان الوزير يحضرمن الصباح الباكر ويجلس في مكتبه ويشرب قهوته، المشكلة هنا في الذين يعملون تحت إدارة الوزير، وطبعا ليس كل شيء يحصل في الوزارة يصل إلى الوزير، لذلك ترى الوزير دائم التفكير بماذا يفعل إذا حصلت مصيبة في الوزارة، وكيف يرد على الاتهامات إذا اتهمه أي نائب وطلبه للاستجواب، الله يعين الوزير لاننا دائما نعاتبه ولا نعلم ماذا يحدث له من مسؤوليات في الوزارة، وننسى أيضا ان لديه مسؤوليات بيته وأولاده، ونفكر دائما بأنفسنا ولا نفكر بهذا الوزير الذي ما ان يصبح الصبح وهو يعمل إلى ان ينتهي الدوام الرسمي، يمكن وانتم تقرؤون هذه المقالة تقولون ماذا تريد الكاتبة من هذا الموضوع، الذي أريد ان اوصله لكم، بان لا تعتقدون بان أي شخص يقع عليه الاختيار بان يكون وزيرا، يكون في قمة سعادته مهما كانت امتيازاته، بل بالعكس من اول من يسمع نبأ توليه منصب وزير، يفكر كثيرا ماذا يفعل للناس والوطن، ويفكر كيف يكون عند حسن الظن، والذي أود ان اقوله ايضا وكلامي هذا ليس لمصلحة أي وزير ولكن سوف اقول كلمة حق في حق هؤلاء الوزراء مهما كانوا في نظر الناس مقصرين، هم وزراء اختيروا بعناية وهم جنود يعملون لصالح الناس والوطن، وهم أيضا يتعبون ويجاهدون لاصدار قرارات تهم الصالح العام، وفي النهاية ارد وأقول «طولوا بالكم عليهم تراها عيالنا منا وفينا» وإذااحنا ما ساعدناهم ووقفنا بجانبهم من الذي سوف يساعدهم، «خلونا نحط إيدنا بيد بعض» وكل هذا ليس لنا وحدنا بل للكويت «ديرتي وديرتكم اللي حضنتنا وربتنا» وأحب اقول لكل وزير الله يعطيك العافية مهما كانت الوزارة فيها قصور، وسوف نقف معكم في كل خطوة إصلاح تخطونها، ونحن نعلم ان كل هذا لأجل الكويت لعيون الكويت كويت الحبيبة الله يخليها لنا.




النغزة: إرضاء الناس غاية لا تدرك





ليست هناك تعليقات: