الأربعاء، 10 أغسطس 2011

إعرف نفسك



يجب أن تتعرف على مواهبك التى منحك الله، فتوظفها في بابها سواء علما أو عملا أو مهنة، فإن لكل مذهب ومشرب صنوان وغير صنوان، وقد علم كل أناس مشربهم، ولكل وجهة هو موليها، والناس أجناس فحق على العاقل أن يمهر فيما يجيد، وكل ميسر لما خلق له ومن يلاحظ حياة أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يجد أن كل واحد منهم أجاد فى بابه، فسيدنا أبو بكر ضرب في كل غنيمة بسهم ولكنه برز فى الخلافة والقيادة مع العدل والزهد والإخلاص والصدق، وسيدنا عمر قوي فى ذات الله شديد على أعدائه عادل فى حكمه، وسيدنا عثمان رحيم شفوق ذو تهجد وصدقات وبر وحياء ورقة، وسيدنا علي شجاع صارم خطيب نجيب فقيه، وأُبي سيد القراء ومعاذ إمام العلماء، وخالد رمز الأبطال وابن عباس ترجمان القرآن وحسان مقدم الشعراء، وزيد بن ثابت كبير علماء الفرائض، وأبو هريرة شيخ الرواة ..
فاكتسب معارفك بنفسك بمهارتك وتجاربك ومزاولتك للأعمال ومباشرتك للحياة فإذا أردت فى أي علم أو عمل أو موهبة فاغمس نفسك فيه، وانصهر فى معاناته واحترق بحبه والشغف به إلى درجة العشق، وللناس فيما يعشقون مذاهب وكما قال الشاعر:
وإنما رجل الدنيا وواحدها *** من لا يعول فى الدنيا على رجل
فلا تظن أن النجاح سوف يقدم لك هبة على طبق من ذهب، وإن أقبح نصر هو ما كان عن هبة، والنجاح الغالي هو ما حصل بجهد وعرق ومشقة ودموع ودماء وسهر وتعب ونصب وتضحية وفداء، ويجب أن تعلم إن الناس لا يرحمون الفاشل وإن الساقط مغضوب عليه، وكما قيل: إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه، لأن الناس لا يحترمون إلا كل ناجح متفوق فتراهم ينظرون إليك خاشعة أبصارهم إذا كنت عالما أو نابها أو غنيا أو مرموقا أو مصلحا، أما البليد الغبي الفاشل الساقط فى تلمحه العيون لأنها لا تراه أصلا .. الشكر للدكتور عائض القرني من كتاب إشراقات ..
النغزة: من يهن يسهل الهوان عليه .... ما لجرح بميت إيلام

ليست هناك تعليقات: