الأربعاء، 10 أغسطس 2011

عام من الصمود في القدس



وصلتني عدة إيميلات جميلة عن موضوع القدس وهذه إحدى أجمل المواضيع التي وصلتني والشكر للمرسل، يقول لا يزال الشعب الفلسطيني بعد ثلاثة وستين عاما من المعاناة والألم وبذل التضحيات قادرا على المواصلة والصمود والعطاء والتشبث بالحق دون كلل أو ملل مهما علا الثمن.. حجتنا في ذلك أبطال القدس ونوابها ووزيرها الذين لا يزالون منذ عام كامل مصرين على مواصلة اعتصامهم الأسطوري في أمتار قليلة في مقر الصليب الأحمر ورافضين قرار الاحتلال بإبعادهم من مدينتهم المقدسة..إنه مشهد بقدر ما يكشف عن قباحة وجه الاحتلال ولا إنسانيته وعنصريته وبقدر ما فيه من معاناة وألم وبأساء بقدر ما هو مدعاة للفخر بما يمثله من صمود وإصرار وصبر وعض على الجراح.
من الواجب علينا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لهؤلاء الأبطال الذين كشفوا بصمودهم وإصرارهم وجه الاحتلال القبيح وأسقطوا زيف مزاعم ما يسمى المجتمع الدولي المتشدق بحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية فهذا المجتمع المتباكي حين يخدش ظفر صهيوني واحد لم يجد بعد أن ما يحدث في مدينة القدس يستحق منه كلمة استنكار أو شجب.. لم نكن نتوقع منهم أن ينصرونا أصلا، ولكنها سنة الله في فضح الزيف وإحقاق الحق وإبطال الباطل وما أعظم أن تنجلي الصورة ويمتاز الصديق من العدو والخبيث من الطيب.. لقد أتعبتم من بعدكم يا أبطال القدس ولا عذر لنا بعد ثباتكم وصمودكم الأسطوري بالخذلان والتقاعس.
لقد أرسلتم رسالة قوية للاحتلال البغيض وهو أننا متشبثون بأرضنا وقدسنا، وأننا لن نخرج منها بمحض إرادتنا مهما كان ثمن البقاء فيها، وأن ضيق الأمتار القليلة التي يعتصم فيها النواب ولم يبرحوها منذ عام كامل هي أحب إلى قلوبنا من فضاء الدنيا وسعتها خارج القدس.
ربما ينجح الاحتلال أحيانا ببطشه وآلة عدوانه على إخراج أهل القدس منها بالقوة والعربدة ولكن ما ينبغي أن يدركه هو أن التكلفة عالية جدا، وأنه لن يأتي اليوم الذي تقر فيه عيناه بمشهد المقدسيين وهم يختارون بإرادتهم مغادرة قدسهم الحبيبة..
النغزه : تحيةً لكم أيها الصابرون المصابرون المرابطون في بيت المقدس.

ليست هناك تعليقات: