الأربعاء، 10 أغسطس 2011

العلاج بالصدقة



كتبت فى المقالة السابقة عن (الأمل في أخلاقيات الإسلام) للأستاذة هدى الطارش، وتفاجأت بالعديد من الإيميلات التى وصلتني من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة لإعجابهم بالموضوع، ويريدون موضوعا ثانيا من نفس الكتاب وتلبية لرغباتهم، أحضرت مقالة يحتاجها كل شخص في هذه الأيام الفضيلة ولقرب حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات ..
(داووا مرضاكم بالصدقة)، لم أر موضوعا أفضل من (العلاج بالصدقة) هذه الأيام، الإحسان إلى الغير انشراح للصدر، وأول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمراته عاجلا في نفوسهم، وأخلاقهم وضمائرهم، فيجدون الانشراح، والانبساط والهدوء والسكينة، فإذا طاف بك طائف من همّ أو ألم بك غمّ، فامنح غيرك معروفا وأسد لهم جميلا تجد الفرج والراحة، إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف فى صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان
ذكر الإمام المنذري فى كتاب الترغيب والترهيب هاتين الحكايتين، قال :( عن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت ابن المبارك وسأله رجل يا أبا عبدالرحمن قرحة خرجت فى ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجت بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم انتفع به قال: اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس الماء، فاحفر هناك بئرا فإني أرجو أن تنبع هناك عين، ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل، فبرأ، وقال البيهقي وفى هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبدالله رحمه الله، فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة، فلم يذهب وبقي فيه قريبا من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له فى مجلسه يوم الجمعة، فدعا له وأكثر الناس التأمين فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها، واجتهدت فى الدعاء للحاكم أبي عبدالله تلك الليلة، فرأت فى منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : قولي لأبي عبدالله يوسع الماء على المسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم، فأمر بسقاية بنيت على باب داره، وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها، وطرح الجمد.(أى الثلج) فى الماء، وأخذ الناس فى الشرب فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ماكان عليه وعاش بعد ذلك سنينا) .. فعندما جعل هذان الماء صدقة لوجه الله تعالى برئا مما فيهما من القروح رغم عجز الأطباء فى زمنهما عن معالجتهما، وأظن ليس منا أحد إلا ويعلم أن رجلا أو رجالا شفاهم الله تعالى مما هم فيه من الأمراض والأسقام بسبب صدقة تقدم للفقراء والمساكين، فهذا سبيل من سبل الشفاء على المسلم أن يسلكه إذا نابه شيء من البلاء عافانا الله وإياكم..
فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من بعثه الله تعالى رحمة للعالمين يدلنا على سبل الشفاء، وطريقته المتنوعة فأحيانا يكون بالقرآن الكريم وتلاوته، وأخرى يكون بدعاء وارد من سنته، وأخرى بالصدقة، وكل ذلك حق وواقع لا مرية فيه وصدق رسول الله صلى عليه وسلم..
النغزة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع منه أو ولد صالح يدعو له

ليست هناك تعليقات: