السبت، 4 يونيو 2011

الشفاء النفسي بالتوكل على الله


قرأت موضوعا جميلا فى كتاب الروح للأستاذ الدكتور أحمد شوقي إبراهيم، الموضوع جميل وشيق لذلك أحببت أن أعرض عليكم هذا الموضوع للاستفاده منه، والابتعاد ولو قليلا عن المواضيع السياسية، وأخذ استراحة قليلة من جميع المواضيع التى تتعب العقل.
قال التوكل على الله تعالى يسبب الطمأنينة للقلب والشفاء للنفس، لأن الإنسان المتوكل على الله ، يحمل الله تعالى كل متاعبه وهمومه ومعاناته ، وبذلك ينزاح عن النفس كل ذلك ويتحقق الشفاء النفسي .. والأمر نفسه ، إذا تعرض الإنسان إلى الأذى من غيره فعليه أن يصبر وإذا عجز عن الصبر فعليه أن يتوكل على الله ، ويفوض أمره إليه لأنه لا طريق إلى الشفاء النفسي إلا هذا الطريق ، قال الله عز وجل : ( وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) ((ابراهيم 12)) ، وقال تعالى (وتوكل على الحي الذي لا يموت ) ((الفرقان 58)) ، وقال الخواص (( ما ينبغي لعبد يقرأ هذه الآية إلا أن يلجأ إلى الله الحي الذى لا يموت ، لأن الذي يتوكل على إنسان مثله إنما يتوكل على حي يموت وإذا مات الوكيل صار المتوكل ضائعا ، أما الله تعالى فهو الحي القيوم الذي لا يموت ، لذلك لا يضيع الإنسان الذي يتوكل عليه )) وإذا وقر ذلك فى قلب المتوكل استراحت نفسه ، وحل الشفاء فيها .. ولا يوجب التوكل ترك العمل والقعود عن السعي إلى أسباب الرزق ، لأن ذلك اتكال وليس توكلا ، وإنما لابد للمتوكل من استنفاد كل أسباب العمل وبعد ذلك يتوكل على الله تعالى ومن هذا ندرك أن التوكل على الله حال إيجابي وليس حالا سلبيا.
اما الأساس الذي يقوم عليه التوكل ، إنه الإيمان الصادق بالله تعالى ، ونجد ذلك في قول الله عز وجل :( قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا) } الملك 29 {، وقال تعالى يحكي عن النبي موسى عليه السلام (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)((يونس 84))  ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من أراد أن يكون أقوى الناس ، فليتوكل على الله )) ، لأنه يعلم أن وكيله هو الله ، ومنه يستمد القوة والعون ويصاب الإنسان في الحياة الدنيا ويبتلى ، ويسبب له ذلك اضطرابات نفسية شتى إلا أن المتوكل على الله في منأى عن كل ذلك ، فلا يقع في اضطرابات نفسية ولا في قلق أو توتر عصبي ، لأن التوكل على الله يتعارض مع أسباب الاضطرابات النفسية والقلق والتوتر العصبي .. ولا شك أن مشكلات الحياة وصعوباتها لا يقدر الإنسان على تحملها ، إذا لم يكن متسلحا بالإيمان بالله تعالى فالإيمان بالله .. والتوكل عليه ، يعطي الإنسان القدرة على فهم الحياة الدنيا وكل ما فيها ، على حقيقتها فهي لا تستحق شيئا ، بل لا تستحق جناح بعوضة ، لذلك فالتوكل على الله يقي الإنسان من الوقوع فى الاضطرابات النفسية ويحميه منها .. من هذا نفهم جيدا أن التوكل على الله ليس من العبادات فحسب ولكنه من ضرورات الحياة الدنيا ، فبدونه لا تطاق الحياة الدنيا ، ولا تحتمل صعوباتها .. ويقع الإنسان فى النهاية صريع الاضطرابات النفسية وتعاني النفس البشرية أشد المعاناة ، وقد تنحرف النفس البشرية فتقع فى الأخطاء ويأخذها القرين من الشياطين بعيدا إلى متاهات الكفر والضلال ..
النغزه : من يأبى اليوم قبول النصيحة التى لاتكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر

المقاله نشرت بجريدة عالم اليوم بتاريخ : 16/مايو 2011

ليست هناك تعليقات: