الخميس، 21 أبريل 2011

الطابور الصباحي والنشيد الوطني


سألني ابني سؤالا غريبا، قال لي ما فائدة الطابور الصباحي وتحية العلم؟ صراحة استغربت من سؤاله لانني لم اتوقع انني سوف اسأل هذا السؤال، قلت له فائدة الطابور الصباحي هو رياضة لتقوية العضلات، وأيضا لاننسى فائدتها بالنسبة للاذاعة المدرسية وما بها من معلومات، وهو أيضا نشاط للمخ فى بداية اليوم الدراسي .. هذا طبعا من وجهة نظري .. أما فائدة تحية العلم هو احترام للعلم والوطن الذي تربينا وكبرنا وتعلمنا على أرضه وبحضنه، ثم قال لي الكبار دائما يحاسبون الصغار على كل شيء حتى على تحية العلم .. وايضا اذا لم نحضر باكرا لحضور الطابور الصباحي، ولكن من يحاسب الكبار عندما يسمعون النشيد الوطني ولا يقفون وقفة احترام وتقدير للعلم والوطن ! بصراحة لم أستطع أن أجاوبه على هذا السؤال لأنه فعلا دائما نحاسب أبناءنا على الطابور الصباحي وتحية العلم وحب الوطن ونحن لا نطبق هذا الشيء .
     والجميل فى الموضوع عندما نزلت الى المدرسة لمقابلة الأخصائي الاجتماعي، وتفاجأت عندما رأيت عدد الطلبة الذين يقفون عند باب الإدارة ولم يتركوهم يدخلون الى الطابور بسبب تأخرهم عن الدوام الرسمي، فسألت الأخصائي .. عن سبب وقفتهم عند باب الإداره، قال لي الأخصائي الاجتماعي إن من أساسيات الإدارة المدرسية حضور الطابور الصباحي، لأنها تعتبر مهمة بالنسبة لإدارة المدرسة، والذي يتأخر عن الطابور يعتبر كأنه لم يحضر الحصة الأولى، فقلت له جميل أن تطبق المدرسة هذا القرار بالنسبة لمدرسة فى منطقة تعتبر من المناطق المهمة، طبعا هى ثانوية يوسف بن عيسي، بصراحة أعجبني كلام الأخصائي عن احترام الطابور الصباحي وحضورتحية العلم والنشيد الوطني .. وهذا يخلق فى قلب أبنائنا حب الوطن والولاء له .. أهدي باقة ورد كبيرة لكل العاملين بثانوية يوسف بن عيسي على هذه الجهود التى تبذل لحب الوطن .. وأهدي كل وردة لكل مدرس والأخصائيين والناظر والوكلاء على الجهود الجميلة .. ويعطيكم العافية ..
    بعد ما عرفنا طريقة ثانوية يوسف بن عيسي لحب الوطن والولاء له .. قرأت فى كتاب قيم العمل والولاء فقرة أعجبتني، وهي للدكتور أحمد جعفر الكندري يقول : إن الوطن أمانة فى رقاب الجميع والعمل حق وواجب تستلزمه الكرامة الإنسانية والضرورة الاجتماعية والعقائدية ولا خير فى أمة وشعب متواكل على الغير، ولا مستقبل لأمة وشعب غير منتج ومخلص فى عطائه، والعمل المخلص يرتبط بصدق بالولاء للوطن والانتماء الحقيقي له .. والوطن يكون وطنا له ولاء خالص إذا أمن فيه المواطنون على أرواحهم وحقوقهم المدنية وأفسح لهم المجال فى المشاركة فى المغنم والمغرم بصورة عادلة بغض النظر عن انتماءاتهم الأسرية والقبلية والطائفية والعرقية والثقافية التى ينتمون إليها فلا وطن بلا مواطنين لهم طموحات مشتركة وآمال بعيدة وثقافة مشتركة.
يعني يجب أن نحافظ على كل قطعة موجودة على هذه الارض الجميلة، الأرض المعطاءه أرض ابي وامي وارض اجدادي وأبنائي .. قبل أن نقول أمانه يجب أن نحافظ على هذه الأمانة .. وقبل أن نحاسب أبناءنا على أهمالهم في تحية العلم .. يجب أن نحاسب أنفسنا قبل كل شيء على هذه الأمانة التى أعطت لنا وأهملناها ..
النغزة : الوطن أمانة ديروا بالكم عليها.. وتحيةالعلم واجبة على الكبير قبل الصغير.

جريدة عالم اليوم 22 مارس 2011

ليست هناك تعليقات: