الجمعة، 28 يناير 2011

عقوق الآباء للأبناء


أمر الشرع ببر الوالدين، وجعله بعد رتبة توحيد الله، لما يبذله الوالدان من جهد وتعب في سبيل الأبناء، ولهذا كان عقوق الوالدين ما يعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا قبل الآخرة.. غير ان هذا مرتهن ببر الآباء للأبناء، ولكن.. كم من الآباء والأمهات يعقون أبناءهم وهم لا يشعرون.

وليس هذا وليد العصر، فهى ظاهرة قديمة منذ وجود الانسان على الارض، ولذا كان لزاما على الآباء قبل ان يشكوا عقوق ابنائهم ان ينظروا عقوقهم لهم، وان يؤدوا ما عليهم تجاههم، وان يدركوا دورهم في الحياة كمسؤولين عن ابنائهم، وحين يقدم الآباء والأمهات برهم لأبنائهم سيحصدون ثمرة هذا البر احسانا ومراعاة، وان كانت الشكوى مريرة من عقوق الابناء لآبائهم، فإن اول طريق الإصلاح محاولة تذكير الآباء بدورهم، ومن هنا تأتي البداية.

وان بداية التصحيح الا يبحث الناس عن حقوقهم قبل أداء واجباتهم، فحين يقصر الانسان في واجبه، فليس من الحكمة ان يسأل عن حقه، بل اننا نطالب الآباء ان يتعاملوا مع ابنائهم لا من باب الحقوق والواجبات ولكن معاملة الفضل، التي وضعها الله تعالى في نفوسهم تجاه ابنائهم، حتى تتم الصورة التي وضعها الله تعالى لهم في الاسلام فإن تكريم الله تعالى للآباء والامهات ليس لذات الإنجاب، ولكن لما يقومون به من تربية فإن تخلى الآباء عن التربية، فقد اسقطوا حقهم عند الله فيما وهبهم من فضل، وان وجب على الابناء برهم.

وظلم الام والاب للابناء في هذا الزمن الرديء شلالات نار وآلام لها صدى تؤثر على نمو اولادهم وتفكيرهم وتعد تقصيرا في اعدادهم، وهذا ما يعرف بعقوق الآباء، الا ان هذه الظاهرة لا يلتفت اليها احد.

لذلك يجب ان يجلس الآباء مع انفسهم لكي يعيدوا كل حساباتهم في تربية ابنائهم ودائما يقولون ان الدينا دوارة وكما تدين تدان، ولكن ليس هذا الذي يقولونه صحيح احيانا يوجد اهالي من احسن الناس في تربيتهم لأولادهم ولم يكونوا يعاملون اباءهم في القديم بالسوء ومع هذا يخرج احد من ابنائهم سيئ الطباع وهذا بسبب قساوة تربية آبائهم لهم.

ياجماعة الابناء هم اساس الحياة فيهم نرى جهدنا وتعبنا في الحياة يجب ان نحافظ عليهم من الصغر للكبر وهذا لكي يحافظوا علينا عند الكبر.



النغزة: علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني






التاريخ : 20 مايو 2010 بجريدة عالم اليوم

ليست هناك تعليقات: